تعلّم اللغات جسر يربط بين الحضارات والثقافات، ويساهم في تعزيز التفاهم والتواصل بين الشعوب. فاللغة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي مفتاح لفهم الفكر والثقافة والعادات والتقاليد الخاصة بكل مجتمع. إن تعلم لغة جديدة يمنحنا فرصة لرؤية العالم من منظور مختلف، ويشجع على التعاون ونشر السلام. وتعلّمي للغة العبرية، على وجه الخصوص، كان تجربة مميزة ومليئة بالتحديات. فاللغة العبرية تفتح نافذة على تاريخ طويل وثري لفترة تاريخية طويلة عاشها العرب واليهود معًا منذ قديم الأزل في أوقات السلم والحرب، ودراسة هذه اللغة تعطينا الفرصة لفهم جوانب مهمة لفهم اليهود بشكل عام، سواء في الأدب أو السياسة أو الدين.
كما أن دراسة اللغة العبرية مفيدة أيضًا في أوقات الصراع، حيث تمكننا من فهم ما يحدث من حولنا بشكل أعمق وتحليل ما يخطط له الطرف الآخر. والهدف من هذه الصفحة هو مشاركة تجربتي الشخصية في تعلم اللغة العبرية التي بدأتها منذ أكثر من ثلاثين عامًا بعد تخرجي من كلية الأداب جامعة القاهرة، قسم اللغات الشرقية وآدابها، وعملي في مجال تدريس اللغة العبرية وترجمتي لأكثر من ثلاثين كتابًا من اللغة العبرية إلى العربية في مختلف المجالات سواء السياسة أو الديانة اليهودية أو الأدب، على أمل أن يستفيد الآخرون بهذه التجربة. ولقد سعيت من خلال هذه التجربة إلى تعزيز التواصل بين الشعوب، والمساهمة في بناء جسور السلام في المنطقة.
ختامًا، يبقى تعلم اللغات وسيلة فعّالة لنشر التفاهم وتعزيز الاحترام المتبادل، وهو أمر نحتاجه بشدة في عالمنا المعاصر.
عمرو زكريا خليل